(فخرجوا فيها) أي: في القوارب إلى الجزيرة (فإذا هم) وجدوا فيها؛ أي: في الجزيرة (بشيء أهدب) أي: بحيوان كثير شعر الهدب، أو طويله؛ والهدب - بضمتين أو بضم فسكون -: شعر أشفار العين.
وقوله:(أسود) صفة ثانية لشيء فـ (قالوا له) أي: قال أصحاب السفينة لذلك الشيء الأهدب: (ما أنت؟ ) أي: أي شيء أنت، ومن أي شيء كنت؟ (قال) ذلك الشيء الأهداب الأسود لأصحاب السفينة: (أنا الجساسة).
قال القرطبي: اعتقدوا فيها أنها مما لا يعقلُ، فَاسْتَفْهَمُوا عنها بـ (ما) ثم إنها كلَّمتهم كلامَ من يعقل، وعند ذلك رَهِبُوا أن تكون شيطانة، فقالت في جواب سؤالهم:(أنا الجسَّاسة) هو - بفتح الجيم وتشديد السين المهملة - اسم لدابة عجيبة، قيل: سميت بذلك؛ لتجسسها الأخبار للدجال؛ لأنها جاسوسة له، وجاء عن عبد الله بن عمرو:(أنها دابة الأرض المذكورة في القرآن) كذا في "شرح النووي".
(قالوا) أي: قال أصحاب السفينة؛ يعني: رفقة تميم الداري لها: (أخبرينا) أيتها الجساسة عن جنسك وعن شؤونك وعملك؟
(قالت) الجساسة لهم: (ما أنا بمخبرتكم شيئًا) من شؤوني (ولا) بـ (سائلتكم) عن شؤونكم (ولكن هذا الدير) - بفتح الدال وسكون الياء المثناة من تحت -: هو خان النصارى وراهبهم، وفي "المغرب": صومعة الراهب.
أي: هذا الخان الذي (قد رمقتموه) أي: رأيتموه ونظرتموه حين