للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَدُقُّ الصَّلِيبَ،

===

(وحكمًا عدلًا) أي: حكمًا عادلًا في حكمه وقضائه بين الناس، لا ظالمًا رائشًا مائلًا عن الحق. انتهى منه.

قال ابن العربي: ويروى: (أنه يتزوج امرأة من بني ضبة، اسمها راضية، ثم يموت، ويصلي عليه المسلمون، ويدفن في روضة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها موضع قبرٍ) ويقال: إنما بقي له، والمحقق أن نزوله من أشراط الساعة، وصح أنه الذي يقتل الدجال، وبدعائه يهلك يأجوج ومأجوج.

واختلف؛ كم يلبث في الأرض؟ فقال أبو داوود: أربعين سنة، وقال ابن العربي: والأصح: أنه سبعة أعوام.

فإن قلت: بم يعرف الناس أنه عيسى ابن مريم؟

قلت: يعرف بصفاته التي تضمنتها الأحاديث المتواترة، فمنها: أنه يدق الصليب، معناه: يكسره حقيقةً، ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه.

وفيه دليل: على تغيير المنكرات وآلات الملاهي بالكسر، وتغيير ما نسبته النصارى إلى شرعها؛ لأنه إنما ينزل ملتزمًا بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل معنى: (يدق الصليب): يبطل أمره، من قولهم: كسر حجته، والفرق بين (الصليب) و (الصنم) و (الوثن): أن (الصليب): كلُّ ما نُحِتَ على صورة آدمي، وعُبِدَ، و (الصنم): كل ما نحت على أي صورة؛ كصورة العجل، وعبد، و (الوثن): كل ما عبد من دون الله تعالى، سواء نحت أم لا؛ كالشجر والحجر.

وكَسْره الصليبَ يدل على أن شيئًا من ذلك لا يُسوِّغُه لهم.

ومعنى (يدق الصليب): أي: يكسره، بحيث لا يبقى من جنس الصليب

<<  <  ج: ص:  >  >>