يقول: المهدي) المنتظر في آخر الزمان (من ولد) أي: من ذرية (فاطمة) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها.
قوله:(من ولد فاطمة) ضبط بفتح الواو واللام، وبضم الواو وسكون اللام، قال في "المجمع": بضم واو وسكون لام، جمع ولد، وفي "المشكاة": من أولاد فاطمة.
قال الحافظ ابن كثير: الأحاديث دالة على أن المهدي يكون بعد دولة بني العباس، وأنه يكون من أهل البيت، من ذرية فاطمة من ولد الحسن لا الحسين، كذا في "مرقاة الصعود".
وقال السندي: قال ابن كثير: فأما الحديث الذي أخرجه الدارقطني في "الأفراد" عن عثمان بن عفان مرفوعًا: (المهدي من ولد العباس عمي) .. فانه حديث غريب؛ كما قال الدارقطني، تفرد به محمد بن الوليد، مولى بني هاشم بهذا الإسناد.
قلت: هو أن محمد بن الوليد متهم بالكذب، قال ابن عدي: كان يضع الأحاديث، وقال أبو زرعة: كذاب، وبهذا أعله المناوي في "الفيض" نقلًا عن ابن الجوزي، وبه تبين خطأ السيوطي في إيراده لهذا الحديث في "الجامع الصغير".
قلت: ومما يدل على خطأ هذا الحديث - أعني: حديث محمد بن الوليد - أنه مخالف لحديث الباب؛ يعني: حديث أم سلمة، وسند حديث الباب جيد حسن، رجاله كلهم ثقات، وله شواهد كثيرة، فهو دليل واضح على رد هذا الحديث ومثله.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب المهدي،