والحروب واختلطت وكثرت .. (بعث الله) عز وجل (بعثًا) أي: جيشًا؛ أي: أرسل الله تعالى لحلها جيشًا (من الموالي) أي: من السادات حسبًا بالسمع والطاعة الأشراف نسبًا؛ لكونهم من أشرف الأنساب (هم) أي: أولئك الجيشُ والبعثُ (أَكْرَمُ العربِ) أي: أشرفُ العرب (فرسًا) أي: أشرفُ العرب فُروسيَّةً؛ أي: من جهة تعلُّم الفروسية؛ أي: تعلم ركوب الفرس والمقابلة بها.
(وأجودُه) أي: أجود العرب (سِلاحًا) أي: من جهة تعلم المقاتلة بالسلاح في الرمي والضرب، والضمير في:(أجوده) يعود إلى العرب؛ بناءً على أن العرب مفرد لفظًا، جمعٌ مَعْنىً؛ لأنه اسم جنس؛ كقوم ورهط.
وفيه دلالة على أنهم من العرب، وفي الحديث أن كل مَنْ تَولَّى أمرًا وقام به .. فهو مولاه ووليُّه؛ يريد: أنَّ من امتُثِلَ أَمرُه واستُجيب نَهيه .. فهو وليُّه؛ ولعله أرَادَ بهم: المَهْدِيَّ وجَيْشَه، والله أعلم.
وقوله:(يؤيد الله) عز وجل (بهم) أي: بأولئك البَعْثِ هذا (الدِّينَ) الإسلاميَّ، وينصره إذا كان غريبًا.
والجملة الفعلية في محل النصب صفة ثانية لـ (بعثًا)، ولكنها سببية.
قوله:(من الموالي) جمع المولى؛ والمولى يطلق على الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والصهر، والمعتق - بلفظ اسم المفعول - والمنعم عليه.
وهذا الأخير هو المراد من الحديث.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الفتن والملاحم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم