للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَتُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ،

===

(عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص) الزهري الصحابي الصغير رضي الله تعالى عنه، وهو ابن خال جابر بن سمرة، أسلم يوم الفتح، وهو أخو هاشمِ المِرْقال، مات أبوهما - وهو عتبة بن أبي وقاص - كافرًا قبل الفتح. يروي عنه: (م ق).

(عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وهذا السندُ من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم (ستقاتلون جزيرة العرب) أي: تغزون أيتها الأمة جزيرة العرب (فيفتحها الله) تعالى عليكم؛ لأن الخطاب للمسلمين من حيث كونُهم أمةً، وليس للحاضرين فقط.

قال القرطبي: هذا الخطاب وإن كان لأولئك القوم الحاضرين .. فالمراد: هم ومن كان على مثل حالهم، من الصحابة والتابعين الذين فتحت بهم تلك الأقاليم المذكورة، ومن يكون بعدهم من أهل هذا الدين الذين يقاتلون في سبيل الله إلى يوم القيامة.

ويرجع معنى هذا الحديث إلى معنى الحديث الآخر الذي فيه: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، لا يضرهم مَنْ خَذَلهم إلى قيام الساعة" أخرجه أحمد والترمذي. انتهى من "المفهم".

والحاصل: أن جزيرة العرب كلها ستفتح للمسلمين، ووقع الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ وجزيرة العرب: أرضهم التي نشؤوا فيها.

وسميت جزيرة؛ لأنها مجزورة بالبحار والأنهار؛ أي: مقطوعة بها؛ من الجزر؛ وهو القطع، وقيل: لأنها جزرت بالبحار التي أحدقت بها. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>