للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ".

===

سبحانه وتعالى يحب من أطاعه، ومحبته مع محبة الدنيا لا يجتمعان؛ وذلك لأن القلب بيت الرب، فلا يحب أن يُشْرِكَ في بَيْتِه غَيْرَهُ.

ومحبتها الممنوعة هي إيثارها بنيل الشهوات، لا لفعل الخير، والتقرب بها؛ والمراد بمحبته: غايتها من إرادة الثواب، فهي صفة ذاتية، أو الإثابة، فهي صفة فعلية.

(وازهد فيما في أيدي الناس) أي: أعرض عما في أيدي الناس منها بترك طلبه منهم .. (يحبوك) أي: يحبك الناس؛ لأن قلوبهم مجبولة على حبها، مطبوعة عليها، ومن نازع إنسانًا في محبوبه .. كرهه وقلاه، ومن لم يعارضه فيه .. أحبه واصطفاه.

ولهذا قال الحسن البصري: (لا يزال الرجل كريمًا على الناس حتى يطمع في دنياهم، فيستخفون به، ويكرهون حديثه).

وقيل لبعض أهل البصرة: من سيدكم؟ قال: الحسن، قال: بم سادكم؟ قال: احتجنا لعلمه، واستغنى عن دنيانا، كذا في "فيض القدير على الجامع الصغير".

قال السندي: قوله: "وازهد فيما في أيدي الناس .. يحبوك" فإن الدنيا محبوبة عندهم، فمن يزاحمهم فيها .. يصير مبغوضًا عندهم بقدر ذلك، فمن تركهم ومحبوبهم .. يكون محبوبًا عندهم بقدر ذلك. انتهى منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (٧) (٤١٧)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث أبي هاشم رضي الله تعالى عنه، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>