للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِذِي الْحُلَيْفَةِ؛ فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا، فَقَالَ: "أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ .. مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا".

===

بذي الحليفة) أي: بموضع يسمى بذلك؛ وهو ميقات أهل المدينة (فإذا هو) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم راء (بشاة ميتة) أي: فاجأه رؤية شاة ميتة بلا ذكاة شرعية (شائلة برجلها) أي: رافعة برجلها؛ لانتفاخها (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: (أترون) - بضم المثناة الفوقية - على صورة المبني للمجهول، ولكنها في المعنى للفاعل؛ أي: أتظنون أيها الحاضرون (هذه) الشاة الميتة (هينة) - بتشديد الياء - من الهون؛ أي: حقيرةً لا قدر لها (على صاحبها؟ ) أي: عند مالكها في الأصل، وإنما عبر بالصاحب دون المالك؛ لأنها من الاختصاصات، قالوا: لا قدر لها عند صاحبها؛ لأنها ميتة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوالذي) أي: فأقسمت لكم بالإله الذي (نفسي) وروحي (بيده) المقدسة (للدنيا) برمتها (أهون) أي: أحقر (على الله) أي: عند الله سبحانه؛ أي: أشد حقارة عند الله (من) حقارة (هذه) الشاة الميتة (على صاحبها) أي: عند صاحبها.

وهذه هي الجملة الأولى من الحديث.

وذكر الجملة الثانية بقوله: (ولو كانت الدنيا) برمتها (تزن عند الله) تعالى (جناح بعوضة) أي: تساويه في الوزن .. (ما سقى) الله عز وجل (كافرًا منها) أي: من ماء الدنيا (قطرة) ماء ونقطته (أبدًا) وهو ظرف مستغرق لما يستقبل من الزمان، وفي ذلك قال بعضهم:

ولو كانت الدنيا تدومُ لأهلها ... لكان رسول الله حيًّا وباقيا

<<  <  ج: ص:  >  >>