للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ "، قَالُوا: رَأْيَكَ فِي هَذَا نَقُولُ: هَذَا مِنْ أَشْرَافِ النَّاس، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِه،

===

(ما تقولون) أي: ما تظنون وتعتقدون (في هذا الرجل) المار علينا، أي: أتحسبون أنه فاضل أو غير فاضل؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم؛ مراعاة لأدبه صلى الله عليه وسلم: (رأيك في هذا) مقول مقدم لنقول؛ أي: نقول في هذا الرجل المار علينا ونعتقد فيه رأيك واعتقادك فيه يا رسول الله؛ أي: نظن فيه ما تظن أنت فيه من الشرف أو ضده؛ أي: نقول فيه ما يوافق رأيك فيه.

(نقول هذا) الرجل المار علينا (من أشراف الناس) وأفاضلهم عند الله تعالى وعند الناس؛ لأنه مؤمن صادق في إيمانه في الباطن، وحيي ذو مروءة في الظاهر (هذا) الرجل (حري) - بفتح المهملة وكسر الراء وتشديد الياء التحتانية في آخره - نظير جدير وحقيق، وزنًا ومعنىً؛ أي: (إن خطب) هذا الرجل وطلب نكاح امرأة له .. فحق؛ أي: فمستحق (أن يخطب) - بالبناء للمفعول وتشديد الطاء المهملة - أي: حقيق أن تستجاب له خطبته وتنكح له تلك المرأة؛ لأنه شريف الباطن والظاهر؛ أي: كامل الظاهر بمروءته، والباطن بإيمانه الصادق (وإن شفع) أي: طلب الخير لغيره من نحو الإمام .. حري (أن يشفع) - بالبناء للمفعول وتشديد الفاء - أي: حقيق أن تقبل شفاعته غير مردودة.

والشفاعة لغةً: طلب الشيء مطلقًا، واصطلاحًا: طلب الخير من الغير للغير.

(وإن قال) قولًا من الوعظ والنصيحة، سواء كان من أمور الدين أو الدنيا .. حقيق (أن يسمع) قوله وأن يصغى (لقوله) أي: إلى قوله ويسمع.

ولفظ "البخاري مع القسطلاني": (عن سهل بن سعد) بسكون الهاء والعين

<<  <  ج: ص:  >  >>