للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَأْتِيكَ فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِهِ الْأَعْبُد، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ .. فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ، فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا .. فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: "نَعَمْ"، قَالُوا: فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا، قَالَ: فَدَعَا بِصَحِيفَةٍ

===

قوله: (فإن وفود العرب) قال في "النهاية": الوفد: قوم يجتمعون يرِدون البِلادَ، واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك، يقال: وفد يفد فهو وافد؛ من باب وعد، وأَوْفَدْتُه فوفد، وأوفد على الشيء، فهو موفد؛ إذا أَشْرفَ. انتهى منه.

(تأتيك) للزيارة وأخذ الدين منك؛ أي: يكثر حضورهم إليك (فنستحيي) نحن (أن ترانا العرب) أي: أشرافهم جالسين عندك (مع هذه الأعبد) الذين آمنوا بك ولازموك ليلًا ونهارًا (فإذا نحن جئناك) يا محمد .. (فأقمهم عنك) أي: فَأْمُرْ هؤلاء الأعبدَ بالقيام من عندك؛ لئلا يرانا الناس جالسين معهم مع كوننا سادة العرب، فتسقُط مروءتُنا عندهم (فإذا نحن فرغنا) وقضينا حاجتنا معك .. (فاقعد) أنت يا محمد بنفسك (معهم) أي: مع هؤلاء الأعبد (إن شئت) القعود معهم.

فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم لأولئك المشركين؛ إجابة إلى طلباتهم: (نعم) أَفْعَلُ ذلك الذي أَمَرْتُموني به من إقامتهم عن مجلسي حين جِئْتمُوني، فـ (قالوا) أي: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: لا نكتفي بالعهد اللِّسانيِّ منك على ذلك المذكور من الإقامةِ لهم عن مجلسك، بل (فاكتب لنا عليك كتابًا) أي: بل اكتب لنا كتابًا مُشْتَمِلًا على عهدك لنا على ذلك المذكور من الإقامة لهم من مجلسك.

(قال) خبَّابُ بن الأرت: (فدعا) أي: طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم (بصحيفةٍ) أي: بورقة يكتبُ لهم فيها ذلك العَهْدَ الذي طلبوه؛ أي: طَلبَها من

<<  <  ج: ص:  >  >>