في الحديث، ورمي بالرفض، وهو من الثانية، وقال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال ابن أبي داوود: كان الحارث أفقه الناس، وقال الدارقطني: الحارث ضعيف، وقال أحمد بن صالح المصري: الحارث ثقة ما أحفظه، وما أحسن ما روى عن عَليٍّ! وأثنى عليه، قيل له: فقد قال الشعبي: كان يَكْذبُ، قال: لم يكن يكذب في الحديث، وإنما كان كذبه في رأيه، وقرأت بخط الذهبي في "الميزان" والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به، والجمهور على توهينه، مع روايتهم لحديثه في الأبواب، وهذا الشعبي يكذبه، ثم يروي عنه، والظاهر أنه يكذب في حكاياته لا في الحديث، وبالجملة: فهو مختلف فيه لا يرد السند. يروي عنه:(عم).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن في رجاله مجالد بن سعيد وهو مختلف فيه، والحارث الأعور فيه أيضًا، وهو مختلف فيه أيضًا، أَوْ حكمه: الضعف عند الجماهير إن نظرنا إلى الراويين المذكورين، والحسن عندهم إن نظرنا إلى شواهده؛ لأن له شواهد؛ كما في "مسلم".
(قال) علي رضي الله تعالى عنه: (أهديت) أي: أرسلت (ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي) ليلة الزواج (فما كان فراشنا) الذي رقدنا ونمنا عليه (ليلة أهديت) إليَّ (إلا مَسْك) - بفتح الميم وسكون السين المهملة - أي: إلا جلد (كبش) والكبش - بفتح الكاف وسكون الموحدة وشين معجمة في آخره -: فحل الضأن؛ أي: نمنا أول ليالي الزفاف على جلد كبش؛ لضيق معيشتهم.