هدمها الرجل الباني (فلم يرها) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي: تلك القبة (فسأل عنها) أي: عن تلك القبة (فأخبر) بالبناء للمجهول؛ أي: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنه) أي: أن بانيها (وضعها) أي: أسقطها وهدمها وأزالها (لما بلغه) أي: لأجل ما بلغه (عنك) يا رسول الله إليه من قولك: "كل مال يكون هكذا ... " إلى آخره.
قال أنس: فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِهَدْمِه (فقال) في دعائه له: ("يرحمه الله يرحمه الله") مُكَرِّرًا مرتين؛ مبالغةً في الدعاء له؛ فالجملة خبرية اللفظ إنشائية المعنى، فكأنه قال: اللهم؛ ارحمه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال؛ لأن عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات، ولكن رواه أبو داوود في "سننه" مطولًا بغير هذا اللفظ من حديث أنس أيضًا، إلا أنه لم يقل:(يرحمه الله) وقال بدله: (كل بناء وبالٌ على صاحبه إلا ما لا ... ).
قلت: وله شاهد من حديث خباب بن الأرت الآتي في آخر هذا الباب، رواه ابن ماجه في "سننه"، والترمذي في "جامعه" وقال: هذا حديث صحيح، وأخرجه أيضًا أحمد وأبو يعلى، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان".
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره وإن كان ضعيف السند؛ لأن له شواهد مما ذكر، فدرجته: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو.