وقال القاري في "المرقاة"(٨/ ١٤): قوله: "لا يموتن أحدكم .. " إلى آخره، أي: لا يموتن أحدكم في حال من الأحوال إلا في هذه الحالة؛ وهي حسن الظن بالله تعالى بأن يغفر له، فالنهي وإن كان في الظاهر عن الموت، وليس إليه ذلك حتى ينتهي، لكن في الحقيقة عن حالة ينقطع عندها الرجاء لسوء العمل؛ كيلا يصادفه الموت عليها.
وفي الحديث حث على الأعمال الصالحة المقتضية لحسن الظن بالله من ناحية الرجاء، وتأميل العفو من الله عز وجل. انتهى.
قوله:"لا يموتن أحد منكم إلا وهو ... " إلى آخره .. معناه: دوموا على حسن الظن بالله واثبتوا عليه حتى يجيئكم الموت وأنتم عليه، قيل: الأمر بحسن الظن يستلزم الأمر بحسن العمل؛ إذ لا يحسن الظن إلا عند حسن العمل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجنة ونعيمها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، وأخرجه أبو داوود في كتاب الجنائز، باب ما يستحب من حسن الظن بالله تعالى عند الموت، وابن حبان في "صحيحه"، والبغوي في "شرح السنة"، والبيهقي في "الكبرى"، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عمر بن الخطاب.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عمر بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال: