للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال الغزالي رحمه الله تعالى: فهما تكبر العبد؛ فمن تكبر .. فقد نازع الله تعالى في صفة لا تليق إلا بجلاله؛ مثاله: أن يأخذ الغلام قلنسوة الملك، فيضعها على رأسه، ويجلس على سريره، فما أعظم استحقاقه للمقت! وما أعظم تَهدُّفَه للخِزي! وما أشدَّ استجراءه على مولاه! وما أَقْبحَ ما تعاطاه! وإلى هذا المعنى الإشارةُ بقوله عز وجل: (الكبرياء ردائي والعظمةُ إزاري ... ) إلى آخره.

أما حقيقة الكبر .. فقد ذكرها الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين" (٣/ ٣٤٣) فقال: اعلم: أن الكبر ينقسم إلى باطن وظاهر؛ فالباطن: خُلُقٌ في النفس، والظاهر: هو أعمال تَصْدُر عن الجوارح.

واسمُ الكبر بالخُلقِ الباطنِ أحقُّ، وأما الأعمال .. فإنها ثمرات لذلك الخُلُق، وخُلُق الكبر مُوجِبٌ للأعمال، ولذلك إذا ظهر على الجوارح .. يقال: تكبَّر، وإذا لم يظهر .. يقال: في نفسِه كِبْرٌ، فالأصليُّ: هو الخلق الذي في النفس؛ وهو الاسترواح والركونُ إلى رؤيةِ النفس فوق المُتكبَّرِ عليه؛ فإن الكبر يَسْتَدْعِي متكبَّرًا عليه، ومتكبرًا به، وبه ينفصلُ الكبر عن العجب؛ فإن العجب لا يستدعي غير المعجب، بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده .. تصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا.

ومما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة وأجمع عليه العلماء قاطبةً أن الكبر من أرذل أخلاق الإنسان، وهو من الموبقات التي تجره إلى كثير من الخبائث، وقد أطال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في بيان أقسامه وأسبابه وبواعثه وطرق معالجته، فراجعه للتفصيل. انتهى من "الإنجاز".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في "صحيحه" وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>