للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ثم قفل منقذ إلى هجر، وكتب معه النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه، فكتم الكتاب أيامًا، وكان يصلي، فقالت زوجته لأبيها المنذر بن عائذ - بالذال المعجمة - ابن الحارث؛ والمنذر هو الملقب بالأشج، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم به؛ لأثر كان في وجهه: يا أبي؛ إني أنكرت فعل بعلي منذ قدم من يثرب؛ إنه ليغسل أطرافه، ثم يستقبل الجهة؛ تعني: القبلة فيحني ظهره مرة، ويقع إلى الأرض أخرى، ذلك ديدنه منذ قدم، فاجتمعا فتجاريا ذلك، فوقع الإسلام في قلبه، فنهض بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه عَصَرٍ ومحارب، فقرأه عليهم فأسلموا، وأجمعوا على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دنوا من المدينة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه: "أتاكم وفد عبد القيس، خير أهل المشرق، وفيهم: الأشج العصري، غير ناكثين ولا مبدلين ولا مرتابين؛ إذ لم يسلم قوم حتى وتروا".

وروى المؤلف هذا الحديث مختصرًا بسند ضعيف؛ كما مر آنفًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث بطوله: البخاري في كتاب التوحيد باب قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)} (١)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين والدعاء إليه، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في قبلة الرجل، والبيهقي في "الكبرى"، وأحمد في "المسند".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث معاذ بن أنس الجهني.


(١) سورة الصافات: (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>