للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ".

===

(من) جهة (الشر) والظلم لغيره، وتلك الجملة التي ينسبك منها المبتدأ المؤخر هي قوله: (أن يَحْقِرَ) من باب ضرب (أخاه المسلم) والتقدير: حسب امرئ من جهة الشر والظلم لغيره احتقاره وإهانته أخاه المسلم؛ أي: كافيه من الشر ذلك؛ فإنه النصيب الأكبر والحظ الأوفى، ويفيد أن احتقار المسلم حرام. انتهى من "المفهم".

والمعنى: لا ينظره بعين الاستصغار والقلة، وهذا إنما يصدر في الغالب عمن غلب عليه الكبر والجهل؛ وذلك أنه لا يصح له استصغار غيره حتى ينظر إلى نفسه بعين أنه أكبر منه وأعظم، وذلك جهل بنفسه وبحال المحتقر؛ فقد يكون فيه ما يقتضي عكس ما وقع للمتكبر. انتهى من "المفهم".

وفي "مسلم" هنا زيادة: (كل المسلم) أي: كل ما هو من متعلقاته (على المسلم حرام) بسبب أخوة الدين.

وقوله: (دمه) أي: إراقة دمه (وماله) أي: أخذ ما له (وعرضه) أي: طعن عرضه؛ أي: كل ما ذكر حرام على أخيه المسلم .. تفصيل لقوله: (كل المسلم) كما أشرنا إليه في الحل آنفًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الأدب، باب تحريم ظلم المسلم وخَذْلِه واحتقارِه ودمه وعرضه، وأبو داوود في كتاب الأدب، بابٌ في الغيبة، عن أبي هريرة مطولًا، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم، وقال: حديث حسن غريب، وأحمد في "المسند".

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي بكرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>