وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سنان بن سعد، وهو مختلف فيه.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله) عز وجل (أوحى إلي) بـ (أن تواضعوا) وتخشعوا له تعالى، وانقادوا لله فيما أمر به وما نهى عنه، واخضعوا له بخفض الجناح ولين الجانب، وأن مصدرية ناصبة؛ أي: أوحى إليَّ وَحْيَ إرسالٍ، وزَعْمُ أنَّه وَحْيُ إلهامٍ .. خِلافُ الأصلِ والظاهرِ بلا دليلٍ؛ والوَحْيُ: إعلام مع خفاءٍ.
قال ابن القيم: والتواضع: انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة للخلق، حتى لا يرى له على أحد فضلًا، ولا يرى له عند أحد حقًّا، والحق له؛ والفَخْرُ: ادعاء العِظَمِ.
(و) أوحى إلي بأن (لا يبغي بعضكم على بعض) بنصبه عطفًا على تواضعوا؛ أي: بألا يَجُور ولا يتعدَّى بعضُكم على بعض ولو ذميًّا أو معاهدًا أو مستأمنًا؛ والبَغْيُ: مجاوزة الحد في الظلم.
قال الطيبي: المراد: أن البغي والفخر شحناءُ الكبير؛ لأن المتكبر هو الذي يرفع نفسه فوق منزلته، فلا يَنْقَادُ لأحدٍ.
وقال المجد بن تيمية: نهى الله على لسان نبيه عن نوعي الاستطالة على الخلق؛ وهي الفخر والبغي؛ لأن المستطيل إن استطال بحق .. فقد افتخر، أو بغير حق .. فقد بغى، فلا يحل هذا ولا هذا، فإن كان الإنسان من طائفة فاضلة؛ كبني هاشم أو غيرهم .. فلا يكن حظه استشعار فضل نفسه والنظر إليها؛ فإنه مخطئ؛ إذ فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش، ثم هذا النظر يوجب نقصه وخروجه عن الفضل فضلًا عن