وقيل: الحسب: ما يعده الرجل من مفاخر آبائه، والكرم: ضد اللؤم.
فقيل: معناه: الشيء الذي يكون به الرجل عظيم القدر عند الناس؛ وهو المال، والشيء الذي يكون به عظيم القدر عند الله؛ وهو التقوى، والافتخار بالآباء ليس منهما، كذا في "المرقاة"(٨/ ٦٤١).
قال السندي: قوله: "الحسب المال" أي: الشرف بين أهل الدنيا المال، والكرم بين أهل الدين التقوى، أو الشرف بين الناس المال، والكرم عند الله هو التقوى، وإطلاق الناس بناءً على أن الغالب هم أهل الدنيا، وبالوجهين يندفع التنافي بين هذا الحديث وبين الحديث السابق.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في تفسير سورة الحجرات، والحاكم والدارقطني والبيهقي وأحمد.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عطية السعدي، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث عطية السعدي بحديث آخر لأبي ذر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٠) - ٤١٦٣ - (٦)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (٢٤٥ هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(وعثمان بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، أخو أبي بكر بن أبي شيبة إلا أنه أكبر منه بسنتين، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (٢٣٩ هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).