لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا رسول الله؛ كيف) يثبت (لي) ويحصل (أن أعلم إذا أحسنت) العمل؛ و (إذا) معترضة بين العلم ومفعوله؛ وهو قوله:(أني قد أحسنت) والتقدير: وكيف يحصل لي علم إحسان عملي وقت إحساني إياه؟ وجملة قوله:(وإذا أسأت) عملي فكيف يحصل لي (أني قد أسأت) عملي .. معطوفة على جملة الإحسان؛ أي: وكيف يحصل لي علمي بإساءة عملي وقت إساءتي إياه؟
(فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم): في إجابة سؤالي: (إذا قال) لك (جيرانك: إنك قد أحسنت) عملك .. (فقد أحسنت) أي: فقد وفقت إلى إحسان عملك (وإذا قالوا) أي: قال لك جيرانك: (إنك قد أسأت) عملك الآن .. (فقد أسأت) عملك الآن؛ أي: لم توفق إلى إحسانك إياه.
قوله:(كيف لي أن أعلم) أي: كيف يحصل لي العلم بإحساني وإساءتي إذا صدر مني عمل غير معروف حسنه أو قبحه شرعًا.
(إذا قال جيرانك) الذين علموا بعملك .. (فقد أحسنت) وفيه إشارة إلى أن ألسنة الخلق أقلام الحق.
قلت: ينبغي أن يقيد الجيران بكونهم من أهل الحق والإنصاف، وغير مفرطين في المحبة والعداوة؛ كما قالوا مثل ذلك في حديث:"من أثنيتم عليه خيرًا .. وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا .. وجبت له النار، أنتم شهداء الله" وذلك ظاهر، ويجوز أن يجعل هذا كنايةً عن الإحسان إلى الجيران.