للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُطَّلَعُ عَلَيْهِ فَيُعْجِبُنِي، قَالَ: "لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ".

===

سرًّا (فيطلع عليه) - بالبناء للمجهول - أي: فيطلع عليه الناس، فيعملون به (فيعجبني) أي: يحبني ويبشرني عملي بذلك العمل سرًّا، فأظهرت ذلك العمل للناس؛ لأكون قدوة فيه فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لك أجران) على ذلك العمل (أجر) عملك له في (السر) لكون عملك له مخلصًا لله تعالى (و) لك (أجر) عملك له في (العلانية) لكونك قدوة للناس، وفي "التحفة": قوله: (فإذا اطلع) بصيغة المجهول.

وقوله: (الرجل يعمل ... ) إلى قوله: (أعجبه) إخبار فيه معنى الاستخبار؛ يعني: هل تحكم على هذا أنه رياء أم لا؟

قوله: (فيعجبني ذلك) رجاء أن يرغب فيه أحد، فيقتدي بي في ذلك العمل، فأكون ممن سن سنة حسنة.

قوله: (أجر السر) أي: أجر عملك سرًّا؛ لإخلاصك فيه، ولك أيضًا (أجر العلانية) أي: أجر عملك ثانيًا إظهارًا للناس؛ ليقتدوا بك، فتكون ممن سن سنة حسنة؛ أي: لك أجر العلانية للافتداء بك، أو لفرحك بالطاعة وظهورها منك.

قال الإمام الترمذي: وقد فسر بعض أهل العلم هذا الحديث: (إذا اطلع عليه فأعجبه) إنما معناه: أن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم شهداء الله في الأرض" فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا، فأما إذا أعجبه؛ ليعلم الناس منه الخير ويكرم ويعظم على ذلك .. فهذا رياء.

وقال بعض أهل العلم: إذا اطلع عليه فأعجبه؛ رجاء أن يعمل بعمله، فتكون له مثل أجورهم، فهذا له مذهب أيضًا، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة .. كان له أجرها وأجر من عمل بها".

<<  <  ج: ص:  >  >>