وتوضيحه: أنه أشار بيده إلى قدامه في مساحة الأرض، أو في مساحة الهواء بالطول أو العرض، وقال: هذا ابن آدم، ثم أخرها وأوقفها قريبًا مما قبله، وقال: هذا أجله (عند قفاه) أي: في عقب المكان الذي أشار به إلى الأجل (وبسط يده أمامه) أي: قدام القفا (ثم قال: وثم أمله).
والحاصل: إن أجله لقريب، وإن أمله لطويل.
و(ثَمَّ) - بفتح المثلثة وتشديد الميم - أي: هنالك، وأشار بـ (ثَمَّ) إلى بُعْدِ مكانِ ذلك (أَملُه) أي: مأموله؛ هو مبتدأ، خبره: ظرف قدم عليه للاختصاص والاهتمام، كذا شرح القاري هذا الحديث، وقال: هذا ما سنح لي في هذا المقام من توضيح المرام.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في الرقاق، والترمذي في الزهد.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٢٣) - ٤١٧٦ - (٣)(حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان) بن خالد بن الوليد بن عثمان بن عفان رضي الله عنه الأموي (العثماني) المدني، قال أبو حاتم: ثقة، وقال صالح بن محمد الأسدي: ثقة صدوق إلا أنه يروي عن أبيه المناكير، وقال الحافظ: صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (٢٤١ هـ). يروي عنه:(س ق).