قوله:"لا يمل الله" - بفتح الميم - أي: لا يقطع الإقبال بالإحسان عنكم "حتى تملوا" في عبادته.
(أحب الدين إليه) أي: أحب أعمال الدين.
وفي هذا الحديث: الحث على المداومة على العمل، وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع، وإنما كان كذلك؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الله سبحانه عز وجل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التهجد، باب ما يكره من التشديد في العبادة، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب أمر مَنْ نعَسَ؛ أي: سكت في صلاته، أو استعجم عليه القرآن، والنسائي في كتاب الإيمان وشرائعه، بابُ أحبِّ الدين إلى الله عز وجل، وأحمد في "المسند".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة، لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أم سلمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أم سلمة بحديث حنظلة الأُسَيِّدِيِّ رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٢٩) - ٤١٨٢ - (٣)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الفضل بن دكين) الكوفي، واسم دكين: عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم الأحول، أبو نعيم الملائي مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة ومئتين (٢١٨ هـ) وهو من كبار شيوخ البخاري. يروي عنه:(ع).