للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا"، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَلَّا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ،

===

(عن ثوبان) بن بجدد الهاشمي مولاهم؛ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحبه ولازمه رضي الله تعالى عنه، ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين (٥٤ هـ). يروي عنه: (م عم).

(عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنه) صلى الله عليه وسلم (قال): أقسمت بالإله الذي لا إله غيره (لأعلمن) أنا (أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة) أرض المحشر، حالة كونهم ملتبسين (بحسنات) أي: بأعمال حسنة (أمثال) وأشباه (جبال تهامة) في العظم والكثرة.

والتهامة: خلاف نجد؛ وهي ما انخفض إلى جهة البحر من أرض الحجاز.

حالة كون تلك الحسنات (بيضًا) أي: بيضاء نيرة، جمع أبيض، سوغ مجيء الحال من النكرة وصفها بما بعدها (فيجعلها الله عز وجل) أي: يصير تلك الحسنات (هباءً منثورًا) أي: هباءً منتثرًا معدومًا لا يرى له أثر؛ والهباء: غبار يظهر في ضوء الشمس عندما تدخل الشمس في البيت بالطاقة.

(قال ثوبان) رضي الله تعالى عنه: (يا رسول الله؛ صفهم لنا) أي: اذكر لنا يا رسول الله أوصاف أولئك القوم الذين يجعل الله حسناتهم هباءً منثورًا و (جلهم لنا) أمرٌ مِن جَلَّى؛ من باب زكَّى؛ من التجلية؛ أي: اكشف لنا عن أوصافهم، وبينها لنا لنعرفهم بأوصافهم لـ (ألَّا نكون منهم ونحن لا نعلم) أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>