معصية، وإلا .. فإذا ندم عليها من جهة أخرى؛ كما إذا ندم على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه .. فليس من التوبة في شيء. انتهى "سندي".
(توبة) معناه: أنه معظمها ومستلزم لبقية أجزائها عادةً؛ فإن النادم ينقلع من الذنب في الحال، ويعزم على عدم العود إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتم التوبة إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء، وإلا في حقوق العباد، فتحتاج التوبة إلى الاستحلال؛ أي: الرد والندم يعني على كل ذلك؛ كما لا يخفى. انتهى "سندي".
(فقال له) أي: لابن مسعود (أبي) أي: والدي: يا بن مسعود (أنت) يا بن مسعود (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة؟ قال) ابن مسعود: (نعم) أي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك؛ أي: يقول: "الندم توبة".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الحاكم في "المستدرك" عن محمد بن يعقوب عن أحمد بن سنان عن سفيان بن عيينة به، وقال: هذا إسناد صحيح، وهذا الحديث أخرجه أيضًا البيهقي في "شعب الإيمان"، والطحاوي في "شرح المشكل"، والبخاري في "التاريخ الكبير"، وغيرهم ممن لا يحصون، ولكن في سنده خلاف يسير عن عبد الكريم الجزري، ولكن لا يضر إن شاء الله تعالى، حاصله: أن جماعة رووا الحديث عنه عن زياد بن أبي مريم، ورواه آخرون عنه عن زياد بن الجراح، وهو ثقة أيضًا؛ كما بينه ابن أبي حاتم في "العلل"، والدارقطني في "علله"، والمزي في "تهذيب الكمال".