عبد الله بن شهاب بن زهرة القرشي الزهري أبو بكر الحافظ، المتفق على جلالته وإتقانه المدني، من الطبقة الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة (١٢٥ هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه:(ع).
(ألا أحدثك) يا معمر، ألا حرف عرض؛ وهو الطلب برفق ولين (بحديثين عجيبين) أي: معجبين لسامعهما؛ لاشتمالهما على معان غريبة (أخبرني) بهما (حميد بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثانية، مات سنة خمس ومئة (١٠٥ هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسرف رجل) من بني إسرائيل؛ أي: بالغ وغلا في ارتكاب المعاصي؛ من السرف؛ وهو مجاوزة الحد في الشيء؛ أي: جاوز الحد حالة كونه متعديًا (على نفسه) مضيعًا لحقوقها التي هي طاعة ربه وخالقه (فلما حضره الموت) أي: مقدماته وأسبابه .. (أوصى بنيه) أي: أولاده (فقال) ذلك الرجل لأولاده في إيصائه إليهم: (إذا أنا مت) بضمتين أو بكسر فضم .. (فأحرقوني) بالنار (ثم اسحقوني) أي: دقوا رمادي واطحنوه (ثم ذروني) بتشديد الراء، قال الكرماني: بضم الذال؛ من الذر: وهو التفريق، وبفتحها: من التذرية، وروي:(فاذروه في اليم) بوصل الهمزة، وقيل: بقطعها؛