للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ، فَسَلُونِي الْمَغْفِرَةَ فَأَغْفِرَ لَكُمْ، وَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي .. غَفَرْتُ لَهُ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ، فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ،

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه.

(قال) أبو ذر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك) أي: تزايد بره وإحسانه لعباده مرةً بعد مرة، كرة بعد كرة (وتعالى) أي: ترفع عما لا يليق به في ذاته وصفاته وأفعاله (يقول: يا عبادي؛ كلكم مذنب) أي: عاص (إلا من عافيتـ) ـه وعصمته عن عصياني (فسلوني المغفرة) أي: اطلبوا مغفرة الذنوب مني (فأَغْفِرَ لكم) ذنوبكم (ومَنْ عَلِمَ منكم أنِّي ذو قدرة على المغفرة) أي: على مغفرة ذنوب عبادي (فاستغفرني بقدرتي .. غفرت له) ذنوبه.

(و) يا عبادي (كلكم ضال) عن طريق الرشاد (إلا من هديتـ) ـه ووفقته طريق الرشاد (فسلوني الهدى) أي: فاسْألوني تَوْفِيقكم طريقَ الهدى .. (أهدكم) مجزوم بالطلب السابق؛ أي: أُوفِّقْكُم طريق الهداية (و) يا عبادي (كلكم فقير) أي: محتاج إلى غيره (إلا من أغنيتـ) ـه؛ أي: من سلكته طريق الغنى ووفقته غنى النفس (فسلوني) الرزق .. (أرزقكم) أي: أعطكم من خزائن رزقي.

قوله: (يا عبادي كلكم) من الإنس والجن (مذنب) قال الطيبي في "شرح المشكاة": الخطاب مع الثقلين خاصة؛ لاختصاص التكليف، وتعاقب التقوى والفجور بهم، ولذلك فَصَّلَ المخاطبين بالإنس والجن؛ أي: في رواية: (وإنسكم وجنكم).

<<  <  ج: ص:  >  >>