للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: "إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْر، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُول: كُنْتُ فِي الْإِسْلَام، فَيُقَال لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُول: مُحَمَّد رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ

===

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت) أي: إن جنس الميت؛ فاللام فيه للجنس (يصير) ويرجع (إلى القبر، فيجلس) بالبناء للمفعول؛ من أجلس الرباعي، أو على البناء للفاعل، من جلس الثلاثي (الرجل الصالح) وكذا المرأة الصالحة؛ وهو المراعي لحقوق الله وحقوق العباد.

(في قبره غير فزع) بنصب (غير) على الحالية، وكسر زاي (فزع) أي: حالة كونه غير خائف (ولا مشعوف) من الشعف؛ وهو شدة الفزع حتى يذهب بالقلب (ثم يقال له) أي: لذلك الرجل: (فيم كنت؟ ) أي: في أي دين كنت وعشت في الدنيا؟ (فيقول) الرجل في جواب سؤاله: (كنت) وعشت (في) دين (الإسلام) والتوحيد (فيقال له) ثانيًا: (ما هذا الرجل) المشهور بين أظهركم؟ ولا يلزم منه الحضور، وترك ما يُشْعِرُ بالتعظيم؛ لئلا يصير تلقينًا وهو لا يناسب موضع الاختبار.

و(ما) اسم استفهام مبتدأ، و (هذا الرجل) خبره؛ أي: ما وصفه ونعته، أو ما اعتقادك فيه (فيقول) الرجل في جواب سؤاله: هو؛ أي: إنَّ هذا الرجل المشهور بيننا اسمه العلم: (محمد) لقبه: (رسول الله صلى الله عليه وسلم) عمله: أنه (جاءنا بالبينات) والمعجزات الدالة على صدقه (من عند الله) تعالى.

وقوله: (رسول الله) يحتمل أن يكون خبرًا لمبتدأ محذوف، أو خبر بعد خبر، والظاهر: أنه خبر بعد خبر لمبتدأ محذوف؛ كما أشرنا إليه في حلنا، والجملة الاسمية: مقول القول، وهو متضمن للجواب عن وصفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>