للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبيَةَ"، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}؟ قَالَ: "أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}؟ ! ".

===

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات، ومن لطائفه: أن فيه ثلاثة من الصحابة.

(قالت) حفصة: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو) من فضل الله ورحمتها (ألا يدخل النار) بالنصب على الظرفية المكانية (أحد) بالرفع على الفاعلية (إن شاء الله تعالى) جيء بهذه الجملة؛ للتبرك بها، لا للتعليق، والجار والمجرور في قوله: (ممن شهد) وحضر غزوة (بدر) صفة لأحد (و) أحد شهد وحضر بيعة الرضوان يوم (الحديبية) يوم صد المشركين المسلمين من دخول مكة لعمل العمرة.

(قالت) حفصة: (قلت: يا رسول الله) كيف تقول: "إني أرجو ألا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية"؟ (أليس قد قال الله) في كتابه: ({وَإِنْ مِنْكُمْ}) أيها الناس ({إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}) (١)، فبين الآيتين تعارض؟

فـ (قال) رسول الله في الجواب عن هذا التعارض: (ألم تسمعيه) أي: ألم تسمعي الله عز وجل يا حفصة (يقول) في كتابه العزيز: ({ثُمَّ}) بعد ورود النار ({نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا}) الله بامتثال مأموراته واجتناب منهياته من النار ({وَنَذَرُ}) أي: نترك ({الظَّالِمِينَ}) أنفسهم بالشرك ({فِيهَا}) أي: في النار ({جِثِيًّا}) (٢)؛ أي: ساقطين في النار؟ !


(١) سورة مريم: (٧١).
(٢) سورة مريم: (٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>