للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ؛ يُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ".

===

قاف - البصري مشهور بكنيته، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة ثمان أو تسع ومئة (١٠٩ هـ). يروي عنه: (م عم).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: نحن) معاشر الأمة المحمدية (آخر) جميع (الأمم) خلقًا في الدنيا (وأول من يحاسب) على أعماله يوم القيامة؛ لنقدم على سائر الأمم في دخول الجَنَّة فـ (يقال) يوم القيامة من جهة الله عز وجلَّ عند إرادة الله محاسبة الخلائق على أعمالهم؛ ليدخلهم الجَنَّة: (أين الأمة الأمية؟ ) أي: التي لا تقرأ، ولا تكتب الخط؛ لعدم الخط فيها؛ نسبة إلى الأم؛ لكونهم على حالة ولادة الأم.

(و) أين (نبيها) ليشهد لها؟ فإذا عرفتم ما ذكرته لكم .. (فـ) قد عرفتم (نحن) معاشر هذه الأمة (الآخرون) في الخلق والإيجاد في الدنيا (الأولون) في دخول الجَنَّة؛ لكرامة نبينا عند الله عزَّ وجلَّ، فنحن الأمة الأمية المتأخرة المتقدمة، فلله الحمد والشكر على جعلنا من هذه الأمة المشرفة في الدنيا والآخرة، وفيه قال بعضهم:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العممِ

أي مَنْ أتشفَّعُ به إلى ربي؛ وهو مقام الشفاعة العظمى الذي ذكره الله عز وجلَّ في كتابه العزيز بقوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (١).


(١) سورة الضحى: (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>