للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالذَّلُولَ .. فَهَيْهَاتَ.

===

راكبه، (و) الجمل (الذلول) الذي يطيع صاحبه، والصعب كناية عن الأحاديث الضعيفة، والذلول كناية عن الأحاديث الصحيحة، وركوبها كناية عن روايتها، فعل شرط لإذا وجوابها جملة قوله: (فهيهات) أي: بعد تحديثنا الحديث؛ خوفًا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهيهات: اسم فعل ماض بمعنى بعد، ولجموده اقترنت به الفاء الرابطة للجواب، وجملة إذا الشرطية خبر المبتدأ المحذوف، والتقدير: وأما تحديثنا الحديث وقت ركوبكم الصعب والذلول .. فبعيد عن العقل لا يقع منا.

قال السندي: ركوب الصعب والذلول كناية عن الإفراط والتفريط في النقل، بحيث ما بقي الاعتماد على نقلهم، قوله: (فهيهات) أي: بعد الأخذ عنهم والحفظ اعتمادًا عليهم، ويحتمل أن المعنى: إنا كنا نحفظ الحديث على الناس بالإلقاء عليهم وبالرواية لهم، وحينما ظهرت فيهم الخيانة بالإفراط أو التفريط .. فبعيد أن نروي لهم، وفيه نظر؛ لأن كذب الناس يمنع من الأخذ عنهم لا من تعليمهم، بل ينبغي أن يكون الكذب علة تعليمه عقلًا؛ فإن الجهل يوجب الإكثار من الكذب، إلا أن يقال: إنهم كانوا يغيرون في النقل؛ لأنهم يضعون الحديث، ومثل هذا إذا تركت تعليمه .. لا ينقل، فلا يغير. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الأثر: مسلم في مقدمته.

ودرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لأثر ابن مسعود.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>