للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ؛ لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ؟ لَا، وَلكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ".

===

الكوفي، ثقة عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة مئة (١٠٠ هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه: (ع).

(عن أبي موسى الأشعري) عبد الله بن قيس الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيرت) - بالبناء للمفعول - من التخيير، وفاعله المحذوف هو الله سبحانه؛ أي: خيرني الله سبحانه وتعالى (بين الشفاعة) في عصاة المؤمنين (وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة) بلا حساب (فاخترت الشفاعة) لعمومها؛ إذ بها يدخل - ولو بعد دخول النار - كل من مات على الإيمان (لأنها) أي: لأن الشفاعة في المذنبين (أعم) أي: أكثر شمولًا وعمومًا (وأكفى) أي: أكثر كفايةً وإغناءً ونفعًا للمؤمنين؛ أي: أكثر شمولًا وأكثر نفعًا.

(أترونها) أي: أترون وتظنون تلك الشفاعة التي خيرت بينها وبين دخول نصف أمتي الجنة فاخترتها؛ أي: أتظنون تلك الشفاعة التي اخترتها الشفاعة (للمتقين؟ لا) أي: ليست تلك الشفاعة التي خيرت فيها فاخترتها الشفاعة للمتقين؛ لأنها ليست أعم وأنفع (ولكنها) أي: ولكن الشفاعة التي خيرت فيها فاخترتها هي الشفاعة التي (للمذنبين) الذين ارتكبوا كبائر الذنوب (الخطائين) أي: المرتكبين لصغائر الذنوب مع الإصرار عليها (المتلوثين)

<<  <  ج: ص:  >  >>