وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه أبا داوود الأعمى، وهو متفق على تركه، فلا يحتج بحديثه.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ناركم) أي: إن ناركم أيها الناس (هذه) أي: التي تنتفعون بها في الدنيا في مطاعمكم ومشاربكم وفي استدفائكم بعد أن أخذت من جهنم وأطفئت؛ ليزول عنها شدة حرها (جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم) بالنسبة إلى الحرارة (ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين .. ما انتفعتم بها) في المطابخ؛ لشدة حرها، ما أمكن لأحد أن يقربها؛ ليتمكن من الانتفاع بها (وإنها) أي: وإن ناركم هذه (لتدعو الله عز وجل ألا يعيدها فيها) أي: في نار جهنم خوفًا من حرارتها؛ لشدتها بالنسبة إلى حرارتها.
أو المعنى:(ألا يعيدها) أي: ألا يعيد الحرارة المزاولة عنها إليها، وهذا يدل على أن شدة الحرارة مما يؤذي النار نفسها، ويؤيده الحديث الآتي.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، فهذا الحديث: ضعيف جدًّا متنًا وسندًا (٨)(٤٤٠)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
وأما ما يقوله بعض أهل عصرنا من تفرقة الحديث الواحد بعضه إلى الصحة وبعضه إلى الضعف بلا شاهد له ومتابع .. فلم يقله أحد من السلف، فلا نقبله.