قال عبدُ الله بن قيس:(فحدثنا الحارث) بن أُقَيْشٍ (ليلتئذ) أي؛ ليلة إذ دخل علينا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال).
فهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الله بن قيس وهو مختلف فيه.
أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أمتي) يعني: أمة الإجابة (من يدخل الجنة بشفاعته) قوم (أكثر من) قبيلة (مضر) اسم قبيلة (وإن من أمتي) يعني: أمة الدعوة (من يعظم) ويكبر جسمه (للنار) الأخروية؛ أي: لعذاب جهنم (حتى يكون) ذلك الشخص الذي يعظم جسمه للنار، أي: يعظم ويسمن جسمه للنار الأخروي؛ حتى يكون ذلك الشخص الذي يسْمَنُ جسمُه للنار (أحدَ زواياها) أي: أحد زوايا النار وأركانها ويملأه بجسمه الذي سَمَّنَه في الدنيا من المال الحرام.
قال السندي: قوله: "إن من أمتي" تحمل الأمة أولًا على أمة الإجابة، وثانيًا على أمة الدعوة، ويحتمل أن تحمل الأمة في الموضعين على أمة الدعوة؛ بناءً على أنها تَعُم أمة الإجابة، دون العكس. انتهى "سندي".
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، لكن رواه أحمد بن منيع في "مسنده": حدثنا أبو يعلى، حدثنا حماد عن داوود ابن أبي هند، فذكره، وقال: أكثر من ربيع ومضر، ورواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" من طريق يزيد بن أبيان الرقاشي، حدثنا داوود بن أبي هند، فذكره، وسياقه أتم، ورواه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد.