للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ؛ حَرَّمَ أللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ".

===

(عن عطاء بن يزيد) الليثي المدني، نزيل الشام، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة خمس أو سبع ومئة. يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تأكل النار) أي: تحرق النار الأخروية (ابن آدم إلا أثر السجود) أي: إلا الموضع الذي فيه أثر السجود؛ يعني: أعضاء السجود التي أمرنا بالسجود بها؛ (حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود) ظاهر هذا أن النار لا تأكل جميع أعضاء السجود السبعة التي يسجد الإنسان عليها؛ وهي: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان، وهكذا قاله بعض أهل العلم، وأنكره عياض، وقال: المراد: الجبهة خاصة، قال النووي؛ والمختار الأول.

وذكر مسلم بعد هذا الحديث مرفوعًا: (أن قومًا يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات الوجوه) وهؤلاء مخصوصون من جملة القوم الخارجين من النار؛ بأنه لا يسلم منهم من النار إلا تلك الأعضاء، وأما غيرهم .. فيسلم جميع أعضاء السجود منهم؛ عملًا بعموم هذا الحديث، فهذا الحديث عام، وذلك خاص، فيعمل بالعام إلا ما خص، والله أعلم.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>