(قال) أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ) أي: أراد الوضوء .. (خلّل لحيته) أي: أدخل أصابعه خلال لحيته من أسفل، (وفرّج) أي: فرّق (أصابعه) حين تخليلها، وقوله:(مرتين) منصوب بخلّل على أنه مفعول مطلق؛ أي: خلّلها تخليلًا مرتين مفرّقًا أصابعه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في "سننه" من هذا الوجه، فلم يذكر الأصابع، فلذلك أوردته، ورواه ابن أبي شيبة عن موسى ابن أبي عائشة عن يزيد الرقاشي به، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده": حدثنا أبو بدر، عن الرحيل ابن معاوية، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال:(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ .. يقول بيده تحت ذقنه، ويُخلّل لحيته مرتين، وربما فعله ثلاثًا، وأكثر ذلك مرتين)، وله شاهد من حديث لقيط بن صبرة؛ رواه النسائي في "الصغرى". انتهى.
قال شمس الدين بن القيم في "شرحه على سنن أبي داوود": وقد روى محمد بن يحيى الذهلي في كتاب" علل حديث الزهري"، فقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن خالد الصفّار من أصله - وكان صدوقًا - حدثنا محمد بن حرب، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فأدخل أصابعه تحت لحيته، فخلّلها باصابعه، ثم قال:"هكذا أمرني ربي عزَّ وجلَّ". وهذا إسناد صحيح، وفي الباب حديث عثمان:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخلّل لحيته). رواه الترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححّه ابن خزيمة، وأبو عبد الله الحاكم، وقال أحمد: هو أحسن شيء في الباب. انتهى منه.