للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّؤُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ فَقَالَ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ".

===

وفتح ثالثه- المعرقب -بفتح القاف مع ضم الميم- عرقبه بشر بن مروان أو الحجاج؛ أي: قطع عرقوبه حين عرض عليه سب على فأبى، منه. روى عن: عبد الله بن عمر، وعلي، والحسن، وابن عباس، وعائشة، ويروي عنه: (م عم)، وهلال بن يساف، وسعد بن أوس العدوي، وغيرهم.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة.

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهذا هو الصواب، لا ابن عمر، انظر "صحيح مسلم".

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لكون رجاله ثقات.

(قال) عبد الله بن عمرو: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا) من الصحابة (يتوضؤون) أي: يشتغلون بالوضوء، (وأعقابهم) أي: والحال أن أعقابهم جمع عقب -بفتح فكسر- هو مؤخر القدم، ومعنى (تلوح) أي: يظهر للناظر فيها بياض لم يصبه الماء مع إصابته سائر القدم، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل) أي: هلاك عظيم وعذاب أليم (للأعقاب) أي: لأصحابها المقصرين في غسلها، والكلام على حذف مضاف؛ نحو قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (١) أو الأعقاب تختص بالعذاب إذا قصر في غسلها.

والمعنى: ويل لأعقابهم، أو أعقاب من يصنع صنيعهم (من) عذاب (النار) الأخروية، (أسبغوا الوضوء) أي: أتموه وعمموه لجميع أجزاء محل الفرض؛ من الإسباغ، وهذا يدل على أنه هددهم لتقصيرهم في الوضوء، لا لأجل نجاسة


(١) سورة يوسف: (٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>