وشرح الأحاديث والأخبار كلمة كلمة، وبيَّن غريبها، ووضَّح مشكلها، وفصَّل مجملها، واعتنى بفقه الحديث وما يؤخذ منه في الأحكام، مع التحقيق في المسائل الخلافية، وأيَّد ذالك بذكر آراء العلماء وأدلتهم.
واهتم أيضًا بتخريج الأحاديث والشواهد والمتابعات تخريجًا موسَّعًا؛ بذكر من خرجها من الكتب الستة مع ذكر اختلاف الروايات من كتب السنة ومقارنتها برواية ابن ماجه.
ولقد ذيل بعض الأبواب بملحقاتٍ وفوائد وتنبيهات لا يستغني عنها طالب العلم، ولم يَدَعْ شاردةً ولا واردةَ إلا وقيَّد أوابدها، وذلَّل صعبها وبيَّن المراد منها.
حقًّا إن هذا الشرح هو موسوعة علمية جمع بين علم الأوائل والأواخر، لخص فيه كلام الأكابر، وأبرز الغرر البواهر.
فإليكم هذا الشرح الجامع لشروح ابن ماجه السابقة وقد ألَّف بينها، وجمع ما تفرَّق فيها، وقرَّب ما بعُد عن متناول الأيدي ضمن هذا السِّفر المبارك النافع الجامع، حتى غدا مكتبة في كتاب، أجزل الله لمؤلفه الثواب، وأكرمه بجنةٍ مفتحة الأبواب، وأحسن ختامنا أجمعين، وجعلنا من أهل عليين.
ولا ننسى في هذا المقام أن ثلة من محبي الخير ومحبي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لولا توفيق الله تعالى لهم .. لما برز هذا السفر المبارك إلى فضاء الطباعة الرحيب، ولما لاحظته عيون طلبة العلم، فلهم منا جزيل الشكر والدعاء، وإنها لمنقبة تدر ثوابًا جزيلًا لا ينقطع لكل من قرأ هذا الكتاب وانتفع، ونخصهم بدعوة في ظهر الغيب لهم ولذريتهم بأن يغدق الله عليهم النعم، ويقيهم من كل المحن والنقم.
ونثني بالشكر الجزيل للجنة العلمية بالدار التي قامت وأشرفت على تصحيح