للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَقَلَبَ جُبَّةَ صُوفٍ كَانَتْ عَلَيْهِ فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ.

===

له: سلمان الخير، سابق الفرس، أصله من أصبهان، وقيل: من رامهرمز، أول مشاهده الخندق، مات سنة أربع وثلاثين (٣٤ هـ) يقال: بلغ ثلاث مئة سنة.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات، ولكن في سماع محفوظ من سلمان .. نظر، يقال: إنه أرسل عنه.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فقلب جبة صوف كانت عليه) أي: قلب باطنه ظاهرًا، وجعل ظاهره باطنًا، (فمسح بها) أي: بجبته؛ أي: بباطنها (وجهه) عن آثار ماء الوضوء، وفي العبارة: قلب؛ أي: مسح آثار ماء الوضوء وبلله عن وجهه، والجبة: قباء محشو يُلبس للبرد، وفي "الزوائد": إسناده صحيح رجاله ثقات، وفي سماع محفوظ عن سلمان .. نظر؛ لأنه أرسل عنه، ولم يدركه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وسيأتي عنه أيضًا في كتاب اللباس، باب لبس الصوف، الحديث (٣٥٦٤)، ولكن له شاهد من حديث معاذ بن جبل، رواه الترمذي، حديث رقم (٥٤)، وقال: غريب وإسناده ضعيف، وقال: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، ثم رواه من حديث عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء).

فدرجة هذا الحديث: أنه حسن لغيره، وغرضه: الاستشهاد به ثانيًا لحديث أم هانئ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>