وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف زمعة بن صالح، ضعّفه الجمهور.
(قال) أنس: (حلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة، وشرب من لبنها، تم دعا) وطلب (بماء) فأُتي به، (فمضمض) أي: غسل (فاه) من دسومة اللبن، (وقال: إن له دسمًا) أي: ودكًا، ثم صلى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وروى أبو داوود في "سننه" من طريق توبة عن أنس ما يخالفه: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب لبنًا، فلم يمضمض، ولم يتوضأ وصلى)، وقال المزي في "تحفة الأشراف" رقم (١٤٨٣): ورواه غير واحد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس، وهو المحفوظ، ورواه أصحاب الكتب الستة وابن أبي شيبة أيضًا من طريق محمد بن سيرين عن أنس بن مالك والحارث الهمداني موقوفًا عليهما.
وزمعة بن صالح الجندي ضعّفه أحمد وابن معين، وقال ابن معين مرة: صويلح الحديث، وقال أبو زرعة: لين واهي الحديث، فاتفق الجمهور على ضعفه، فهو ضعيف.
فهذا الحديث: ضعيف سندًا؛ لضعف سنده، وانفرد به ابن ماجه، ومتنًا؛ لانفراد ابن ماجه به، ولا شاهد له، فهو ضعيف متنًا وسندًا (٦)(٧٨)، وغرضه: الاستئناس به.