ولم يهاجر إليه، وكان ردءًا للمسلمين نافعًا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام. انتهى من "العون".
(أهدى) من الإهداء؛ وهو تمليك مال بلا مقابل إكرامًا للمهدى إليه (للنبي صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين) -بفتح الذال المعجمة وكسرها- أي: منقوشين ولا شعر عليهما أو على لون واحد لم يخالط سوادهما لون آخر، (فلبسهما) النبي صلى الله عليه وسلم بفاء التفريع أو التعقيب، (ثم توضأ، ومسح عليهما) بدلًا عن غسل الرجلين.
ففيه: أن المهدى إليه ينبغي له التصرف في الهدية عقيب وصولها إليه بما أهديت لأجله؛ إظهارًا لقبولها ووقوعها الموقع، وفيه: قبوله الهدية حتى من أهل الكتاب؛ فإنه أهدى له قبل إسلامه، كما قاله ابن العربي وأقره زين الدين العراقي. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، رقم (١٥٥)، وأخرجه الترمذي في كتاب الأدب، باب ما جاء في الخف الأسود، الحديث (٢٨٢٠)، وحسنه الترمذي.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وله شواهد في "أبي داوود" و"الترمذي" بأسانيد أخر، وغرضه: الاستشهاد به.