روايته لهذا الحديث لفظة:(فإنما هي) أي: لأن اسم صلاتكم في كتاب الله تعالى (العشاء)، وهم (إنما يقولون) في تسميتها: (العتمة؛ لإعتامهم) أي: لتأخيرهم (بـ) حلاب (الإبل) إلى ذلك الوقت.
والفاء في قوله:(فإنما) هي علة للنهي؛ أي: لا تغلبنكم الأعراب؛ لأن الله تعالى سماها عشاء، وهم سموها عتمة؛ لأنهم يعتمون بحلاب الإبل؛ فإنهم إنما يحلبونها بعد الشفق ومد الظلام، وهذا الوقت يسمى عتمة، وهو في اللغة مستفيض، فأطلقته العرب على هذه الصلاة، فجاء النهي عن إتباعهم في ذلك، فهو موافق للآية ومعارض لحديث: "لو تعلمون"، وجوابه ما سبق. انتهى من "الكوكب"، والحلاب وكذا الحلب والاحتلاب مصدر؛ وهو استخراج ما في الضرع من اللبن، وهذا أنسب هنا. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن له شواهد من حديث ابن عمر وعائشة، وغرضه: الاستشهاد به.