وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لضعف أولاد سعد القرظ: عمار وسعد وعبد الرحمن، قال الحافظ الذهبي: ضعف هذا السند ابن معين وغيره.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالًا) الحبشي المؤذن (أن يجعل إصبعيه) أي: أنملتي إصبعيه المسبحتين (في أذنيه) في الأذان، (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: (إنه) أي: إن جعل الإصبعين في الأذنين حالة الأذان (أرفع لصوتك) أي: أبلغ في رفع صوتك في الأذان وأندى له، قالوا: وفي وضع الإصبعين في الأذنين فائدتان؛ إحداهما: أنه قد يكون أرفع لصوته، وفيه حديث ضعيف أخرجه أبو الشيخ من طريق سعد القرظ عن بلال، وثانيتهما: أنه علامة للمؤذن ليُعرف من رآه على بُعد أو كان به صمم أنه يؤذن، قال الحافظ في "الفتح": ولم يرد تعيين الأصبع التي يستحب وضعها، وجزم النووي أنها المسبحة، وإطلاق الإصبع مجاز عن الأنملة. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وحكمه: أنه صحيح بغيره من حديث أبي جحيفة المذكور بعده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فالحديث ضعيف السند، صحيح المتن بما بعده.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث سعد القرظ بحديث أبي جحيفة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤٣) - ٦٩٩ - (٢)(حدثنا أيوب بن محمد) بن أيوب (الهاشمي)