للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا هَذَا .. فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

===

عنه (حتى خرج) الرجل (من المسجد) واستتر عنهم لبعده عنهم، (فقال أبو هريرة) لمن عنده: (أما هذا) الرجل الخارج من المسجد بعد الأذان .. (فقد عصى) وخالف (أبا القاسم) محمدًا (صلى الله عليه وسلم) أي: خالفه في سنته وشريعته؛ فإن الخروج من المسجد بعد الأذان ليس من شريعته.

فدل هذا الأثر بمنطوقه على كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان؛ لأن قوله: (فقد عصى أبا القاسم) محمول على أنه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدليل ظاهر نسبته إليه في معرض الاحتجاج به، وما كان يليق بواحد منهم أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ما ليس منه، للذي عُلم من دينهم وأمانتهم وضبطهم وبُعدهم عن التدليس ومواقع الإبهام، وكأنه سمع منه ما يقتضي تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان، فأطلق لفظ المعصية، فإذا ثبت هذا استثمر منه أن من دخل المسجد لصلاة فرض، فأذن مؤذن ذلك الوقت .. حرم عليه، أو كره له أن يخرج منه لغير ضرورة حتى يصلي فيه تلك الصلاة؛ لأن ذلك المسجد تعين لتلك الصلاة، أو لأنه إذا خرج .. قد يمنعه مانع من الرجوع إليه أو الذهاب إلى غيره فتفوته الصلاة جماعة. انتهى من "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٤٥)، باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذّن المؤذن، رقم (٢٥٨)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب الخروج من المسجد بعد الصلاة (٥٣٦)، والترمذي في كتاب الصلاة (١٥٠)، باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان، رقم (٢٠٤) عن أبي الشعثاء - اسمه سليم بن أسود - قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والنسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>