فعال غيره، قال السندي: قوله: (كنا ننام ... ) إلى آخره .. هذا دال على أنه كان يقررهم على ذلك، وقد جاء فيمن كره النوم في المسجد أحاديث كثيرة في الصحاح لا يرتاب المسلم في عدم كراهته، فلعل قول الفقهاء بالكراهة على حسب وقتهم. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي، قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وأخرجه البخاري مختصرًا ومطولًا، وأخرجه ابن ماجه مختصرًا، وقد رخص قوم من أهل العلم في النوم في المسجد، وقال ابن عباس: لا يتخذه مبيتًا ومقيلًا، وذهب قوم من أهل العلم إلى قول ابن عباس، قال الحافظ في "الفتح": ذهب الجمهور إلى جواز النوم في المسجد، ورُوي عن ابن عباس كراهيته إلا لمن يريد الصلاة، وعن ابن مسعود مطلقًا، وعن مالك التفصيل بين من له مسكن فيُكره، وبين من لا مسكن له فيُباح. انتهى.
وقال العيني في "عمدة القاري": وقد اختلف العلماء في ذلك، فممَّن رخص النوم فيه ابن عمر، وقال: كنا نبيت فيه ونقيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن سعيد بن المسيب والحسن البصري وعطاء ومحمد بن سيرين مثله، وهو أحد قولي الشافعي، واختُلف عن ابن عباس: فرُوي عنه أنه قال: لا يتخذ المسجد مرقدًا، ورُوي أنه قال: إن كنت تنام فيه لصلاة .. لا بأس، وقال مالك: لا أحب لمن له منزل أن يبيت في المسجد ويقيل فيه، وبه قال أحمد وإسحاق، وقال مالك: وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبيتون في المسجد، وكره النوم فيه ابن مسعود وطاووس ومجاهد وهو قول الأوزاعي، وقد سئل سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن النوم فيه، فقالا: كيف تسألون عنها، وقد كان أهل الصُّفة ينامون فيه؛ وهم قوم كان مسكنهم المسجد؟ ! وذكر