رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم) أن تناموا ها هنا .. (نمتم ها هنا) أي: معنا في بيتنا، وقوله: نمتم بكسر النون من النوم؛ لأنه يقال فيه: نام ينام من باب خاف يخاف، كما يقال فيه: نام ينوم، (وإن شئتم) الرجوع إلى المسجد والنوم فيه .. (انطلقتم) أي: رجعتم (إلى المسجد) لتناموا فيه، فهذا صريح في جواز النوم في المسجد، (قال) طخفة بن قيس: (فقلنا) له صلى الله عليه وسلم: لا ننام ها هنا، (بل ننطلق) ونرجع (إلى المسجد) لننام فيه، فرجعنا إلى المسجد، فنمنا فيه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود رواه بأطول مما هنا في كتاب الأدب (١٠٣)، باب في الرجل ينبطح على بطنه، رقم (٥٠٣٠).
ولفظه:(قال) يعيش: (كان أبي من أصحاب الصُّفة، فقال) لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقوا بنا إلى بيت عائشة، فانطلقنا، فقال: يا عائشة؛ أطعمينا، فجاءت بحيسة) وهي طعام يُصنع من حنطة، (فأكلنا، ثم قال: أطعمينا، فجاءت بحيسة) طعام يُتخذ من تمر وسويق وأقط وسمن (مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال: يا عائشة؛ اسقينا، فجاءت بعُس من اللبن، فشربنا، ثم قال: يا عائشة؛ اسقينا فجاءت بقدح صغير، فشربنا، ثم قال: إن شئتم .. نمتم ها هنا، وإن شئتم .. انطلقتم إلى المسجد) فانطلقنا، فنمنا في المسجد، (قال: فبينما أنا مضطجع في المسجد من السحر) أي: من وجع الرئة (على بطني؛ إذا رجل يحركني برجله، فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله، قال: فنظرت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم). ورواه ابن حبان أيضًا في كتاب الأدب (١٨)، باب الاضطجاع، رقم (١٩٦٠)، وسيأتي لابن ماجه في كتاب الأدب.