للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ لَمْ تَجِدُوا إِلَّا مَرَابِضَ الْغَنَمِ وَأَعْطَانَ الْإِبِلِ .. فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ؟ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ".

===

وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لم تجدوا) أيها المؤمنون من أماكن الصلاة (إلا مرابض الغنم) وهي مأواها في الليل (و) إلا (أعطان الإبل) وهو مباركها عند الماء .. (فصلوا في مرابض الغنم) لما فيها من الهدوء وعدم تشويش المصلي، (ولا تصلوا في أعطان الإبل) لشدة نفارها وارتفاع أصواتها المشوش للمصلي.

قالوا: ليس علة المنع في الأعطان نجاسة المكان؛ إذ لا فرق حينئذ بين المرابض والأعطان، وإنما العلة شدة نفار الإبل؛ فقد يؤدي ذلك إلى بطلان الصلاة أو قطع الخشوع أو غير ذلك، فلذلك جاء أنها من الشياطين، حيث قال: (فإنها) أي: فإن الإبل (خُلقت من الشياطين) أي: إنها لما فيها من النفار والشرود ربما أفسدت على المصلي صلاته، فصارت كأنها في حق المصلي من جنس الشياطين.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رواه الترمذي في "الجامع" عن أبي كريب عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن هشام به بلفظ: "صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل"، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن جابر بن سمرة والبراء بن عازب وسبرة بن معبد وعبد الله بن مغفل وابن عمر وأنس بن مالك، ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن أبي يعلى عن محمد بن أبي بكر المقدّمي عن يزيد بن زريع بإسناده ومتنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>