و(عليكم) خبر مقدم، (والسكينة) هي التأني في المشي واجتناب العبث في الجوارح، والوقار الخوف القلبي من الله تعالى.
(فما أدركتم) مع الإمام .. (فصلوا) معه، (وما فاتكم) فعله مع الإمام ولم تدركوه معه .. (فأتمو) هـ؛ أي: فأتموا الذي فاتكم فعله مع الإمام بأنفسكم بعد سلام الإمام، وفي كتاب "السنن" من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم جاء إلى المسجد، فوجد الناس قد صلوا .. أعطاه الله من الأجر مثل أجر من حضرها وصلاها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا". رواه أبو داوود (٥٦٤)، والنسائي (٢/ ١١١).
والحكمة في ملازمة الوقار والسكينة: التشبه بالمصلي؛ لأن الماشي إلى الصلاة هو في الصلاة، ومعناه: أنه لما خرج من بيته إلى المسجد يريد الصلاة .. كان له حكم الداخل في الصلاة من الوقار والسكينة حتى يتم التشبه به فيحصل له ثوابه. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع؛ منها: في كتاب الجمعة، باب لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة، رقم (٦٣٦)، ومسلم في كتاب المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة، رقم (٦٠٢)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب السعي إلى الصلاة، رقم (٥٧٢)، والترمذي في أبواب الصلاة، والنسائي، وأحمد، ومالك.
قال أبو عيسى: اختلف أهل العلم في المشي إلى المسجد: فمنهم من رأى الإسراع إذا خاف فوات التكبيرة الأولى، حتى ذُكر عن بعضهم أنه كان يهرول إلى الصلاة، ومنهم من كره الإسراع، واختار أن يمشي على تؤدة ووقار، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقالا: العمل على حديث أبي هريرة.