للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .. أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ".

===

(و) فعلت ذلك الخروج (ابتغاء مرضاتك) أي: طلبًا لرضاك.

وقوله: (فأسألك) تأكيد لفظي للسؤال الأول، وبيان لمفعوله؛ أي: فأسألك يا رب بما ذكر (أن تعيذني) وتجيرني وتؤمنني (من) عذاب (النار، وأن تغفر لي) جميع (ذنوبي) صغائرها وكبائرها، وقوله: (إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) جملة معللة لسؤال الغفران؛ أي: وإنما أسألك غفران ذنوبي؛ لأنه لا يغفر ذنوب من عصاك وخالفك إلا أنت يا إلهي، وقوله: (أقبل الله عليه بوجهه) المقدس، جواب من الشرطية في قوله: "من خرج من بيته" أي: أقبل الله عز وجل على ذلك الخارج من بيته إقبالًا يليق بجلاله نثبته ونعتقده لا نكيفه ولا نمثله، بوجهه المقدس.

وقوله: (واستغفر له) معطوف على أقبل؛ أي: واستغفر له بأمر الله تعالى (سبعون ألف ملك)، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، قال السندي: قوله: (بحق السائلين عليك) أي: متوسلًا إليك في قضاء حاجتي وإمضاء مسألتي بما للسائلين عندك من المنزلة والفضل الذي يستحقونه عليك؛ بمقتضى فضلك ووعدك وجودك وكرمك وإحسانك، ولا يلزم من قوله: (عليك) الوجوب المتنازع فيه عليه تعالى، لكن لإيهامه الوجوب بالنظر إلى الأفهام القاصرة يحترز عنه علماؤنا الحنفية، ويرون أن إطلاقه لا يخلو عن كراهة، وسيأتي الجواب عن الحديث. انتهى منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولا شاهد له فهو: ضعيف سندًا ومتنًا (١٢) (١٠٧)، فغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>