(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المشاؤون) جمع مشاء، وهو من صيغ المبالغة، والمراد منه: كثرة مشيهم حتى يكون عادة لهم، لا من اتفق منهم المشي مرة أو مرتين، وهذا الحديث يشمل العشاء والصبح بناء على أنها تُقام بغلس، والمعنى: الذين أكثروا المشي (إلى المساجد في الظلم) أي: في ظُلم أوائل الليل للعشاء، وفي ظُلم آخره المسماة بالغلس للصبح؛ لأدائها جماعة .. (أولئك) المشاؤون هم (الخواضون) أي: الخائضون الداخلون المنغمسون (في) بحر (رحمة الله) تعالى وفضله بكثرةٍ، فلهم أجر عظيم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولا شاهد له، فهو ضعيف متنًا وسندًا (١٣)(١٠٨)، غرضه بسوقه: الاستئناس به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١١٠) - ٧٦٦ - (٧)(حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي) الزهري، نزيل البصرة، صدوق يخطئ، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق)، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي) -بكسر الشين المعجمة وتقديم الراء على الزاء- نسبة إلى شيراز؛ بلدة مشهورة، روى عن زهير بن محمد بن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي في فضل المشائين إلى المساجد،