للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ".

===

(ما لم يحدث) أي: ما لم يخرج حدثه، أولم ينقض وضوءه (فيه) أي: في المسجد، وقوله: (ما لم يؤذ) أي: ما لم يدخل الإذاية (فيه) أي: في المسجد على أحد من مخلوق الله .. بدل من قوله: "ما لم يحدث" بدل كل من بعض؛ أي: لم يصدر منه ما يتأذى به بنو آدم من قول أو فعل، أو تتأذى به الملائكة كالريح الخارج من الدبر، ويحتمل أن يكون معنى قوله: "ما لم يحدث" ما لم يفعل في مجلسه أمرًا محدثًا ومبتدعًا، ويحتمل أن يكون معناه: ما لم يصر فيه ذا حدث؛ أي: ما لم يبطل وضوءه. انتهى من "المبارق".

واستنبط من هذا الحديث أفضلية الصلاة على سائر العبادات وصالحي البشر على الملائكة، كما لا يخفى، وهذا الحديث يفهم منه أن فضل الصلاة لم يكن لأجل الجماعة فقط، بل فضل الجماعة لما يلازمها من الأحوال؛ كقصد الجماعة، ونقل الخطا، وانتظار الصلاة، وصلاة الملائكة عليه، وغير ذلك، ويعتضد مالك بهذا الحديث لمذهبه في قوله: لا تفضل جماعة جماعة؛ لاشتراكهم في تلك الأمور. انتهى من "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصلاة، باب الحدث في المسجد وفي مواضع كثيرة فيه، ومسلم في كتاب المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، رقم (٢٧٦)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، والترمذي وغيرهم.

فالحديث متفق عليه، فهو في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد له بحديث آخر لأبي هريرة أيضًا رضي الله عنه، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>