(والذكر) أي: ولذكر الله فيه، ومنه تلاوة القرآن، وهو أفضل الأذكار .. (إلا تبشبش الله) سبحانه؛ أي: فرح الله (له) أي: لحضوره المسجد؛ (كما يتبشبش) ويفرح (أهل) الشخص (الغائب) المسافر (بـ) حضور (غائبهم) ورجوعه من السفر (إذا قدم عليهم) ورجع من سفره، وبشبشة الله وفرحه بعبده صفة ثابتة له تعالى، نثبتها ونعتقدها، لا نكيفها ولا نمثلها ولا نؤولها، ونصرفها عن المعنى الظاهر المستحيل في حقه سبحانه وتعالى؛ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أثرها الإقبال عليه بإحسانه واللطف به في أموره وتقريبه إليه ورفع منزلته عنده، والله أعلم.
قوله: "ما توطن" أي: ما التزم حضورها "إلا تبشبش" التبشبش: فرح الصديق بمجيء صديقه، واللطف في المسألة والإقبال، والمراد به هنا: تلقيه ببره وإحسانه وتقريبه إليه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن عبد الله بن محمد، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عثمان بن عمر، أنبأنا ابن أبي ذئب ... فذكره بإسناده ومتنه، ورواه الحاكم عن عبدان بن يزيد عن إبراهيم بن الحسين عن آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب به كذلك، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢/ ٣٧٩) حديث (١٥٠٣)، وقال: إسناده صحيح، وكذا ابن أبي شيبة، ورواه أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن ابن أبي ذئب بإسناده ومتنه سواء، ورواه مسدد في "مسنده" من طريق سعيد بن يسار، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده" عن يعقوب عن ابن أبي ذئب به.